Thursday, July 19, 2007

*************** اندلسيات *************


حفصة الركونية زهرة غرناطة

سنة خمسمائة وثلاثون - خمسمائة وستة ثمانون هجريا

اى الف ومائة وخمسة وثلاثون - الف ومائة واربعة وثمانون ميلادى

حفصة بنت الحاج الركونى الغرناطى

عطفا على ما كان فى الكلام عن الشاعرات من النساء

*********************

من وحى هذا العصر

شاعرة أديبة من أهل غرناطة، مشهورة بالحسب والأدب والجمال والمال. جيدة البديهة رقيقة الشعر أستاذة. وليت تعليم النساء في مدرسة: المنصور أمير المؤمنين عبد المؤمن بن عليٍ، وسألها يوماً أن تنشده فقالت ارتجالاً


يا سيد الناس يا من **** يؤمل الناس رفده

أمنن على بطرس **** يكون للدهر عده

تخط يمناك فيه **** الحمد لله وحده

*******************

الرفد بكسر الراء = العطاء.....
طرس بكسر الطاء = الصحيفة..او امر من الوالى
عده = اي يكون معين على ايام الدهر

********************

أشارت بذلك إلى العلامة السلطانية، فإن السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخطٍ غليظٍ (الحمد لله وحده) فمن عليها وكتب لها بيده ما طلبت، وتولع بها أمير المؤمنين عبد المؤمن المذكور، وتغير بسببها على أبي جعفرٍ أحمد بن عبد الملك بن سعيدٍ العنسي، وكان عاشقاً لها اى( ابى جعفر) متصلاً بها يتبادلان رسائل الغرام، ويتجاوبان بالحمام، وقد أدى ولع عبد المؤمن بها إلى قتل أبي جعفرٍ. ومما كتبته حفصة إلى أبي جعفرٍ:

تبين قدر ابو جعفر بين قومه وحاسديه له على ما هو عليه من شرف


رأست فما زال العداة بظلمـهـم **** وحقدهم النامى يقولون لم رأس

ومل منكر أن ساد أهل زمـانـه **** جموح إلى العليا نقي من الدنس

ومل = اى كره وتململ
********************

وبات معها أبو جعفرٍ في بستانٍ بحوزٍ مؤملٍ (مكان)، فلما حان وقت الفراق قال:
يبين كيف ان الليل لم يرى من فعلهم اية مذمة بل ان كل ما فى هذه الحوزة اى المكان الذى هم به قد اظلهم بكل ما به سعيد من الازهار قرنفل وريحان وكذلك طائر القمرى المغرد الواقف على فروع الشجار التى انتشت نشوى من فوق جدول الماء

رعى الله ليلاً لـم يرع بـمـذمـمٍ **** عشية وارانـا بـحـوز مـؤمـل

وقد خفقت من نحـو نـجـدٍ أريجة **** إذا نفحت جاءت بريا القـرنـفـل

وغرد قمري على الدوح وانثـنـى ***** قضيب من الريحان من فوق جدول

يرى الروض مسروراً بما قد بدا له **** عناقٍ وضمٍ وارتشـاف مـقـبـل

الا انها انكرت كل هذا الوصف ورأت ان ما كان ماهو الا غل وحسد لكل من راى وشاهد ما هم عليه من النشوة وبات يامل ان يكون على ما هم عليه حتى النجوم لم تظهر الا لترصد ما هم به وذلك من اختلاف رؤى المحبين وخاصة احساس الرجل واحساس المرأة

لعمرك ما سر الرياض بوصلنا **** ولكنه أبدى لنا الغل والحـسـد

ولا صفق النهر ارتياحاً لقربنـا **** ولا غرد القمري إلا لما وجـد

فلا تحسن الظن الذي أنت أهله **** فما هو في كل المواطن بالرشد

فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه **** لأمرٍ سوى كيما يكون لنا رصد

****************************

وقالت مرة تشكو وجدا

سلوا البرق الخفاق والليل ساكن **** أظل بأحبابي يذكرنـي وهـنـا

لعمري لقد أهدى لقلبي خفوقـه **** وأمطر كالمنهل من مزنه الجفنا

*****************************

وقالت

أزورك أم تزور فإن قلـبـي **** إلى ما تشتهـي أبـداً يمـيل

فثغري مـورد عـذب زلال **** وفرع ذؤابتي ظـل ظـلـيل

وهل تخشى بأن تظما وتضحى **** إذا وافى إليك بي المـقـيل

فعجل بالجواب فما جـمـيل **** إباؤك عن بثـينة يا جـمـيل

**************************

وكان أبو حعفر بن سعيدٍ يوماً في منزله، وقد خلا ببعض أصحابه وجلسائه، فضرب الباب فخرجت جاريته تنظر من بالباب؟ فوجدت امرأةً فقالت لها: ما تريدين؟ فقالت: ادفعي لسيدك هذه البطاقة، فإذا فيها:

زائر قد أتى بجـيد غـزالٍ **** طامع من محبه بالوصـال
بلحاظٍ من سحربابل صيغت **** ورضابٍ يفوق بنت الوالى
يفضح الورد ما حوى منه خد **** وكذا الثغر فاضح لـلآلـئ

أتراكم بإذنكم مـسـعـفـيه **** أم لكم شاغل من الأشغـال

فلما قرأ الرقعة قال: ورب الكعبة ما صاحب هذه الرقعة إلا حفصة، فبادر إلى الباب فلم يجدها فكتب إليها:

أي شغلٍ عن المحـب يعـوق **** يا صاحباً قد آن منه الشروق

صل وواصل فأنت أشهى إلينا **** من لذيذ المنى فكم ذا نشوق

لا وحبيك لا يطيب صـبـوح **** غبت عنه ولا يطيب غبـوق

لا وذل الجفا وعز التـلاقـي **** واجتماعٍ إليه عز الـطـريق

*****************************

كما قالت

أغار عليك من عيني وقلبي **** ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني جعلتك في عيوني **** إلى يوم القيامة ما كفاني

************************

ماتت حفصة بمراكش سنة ستٍ وثمانين وخمسمائةٍ.

Thursday, July 12, 2007

****** الشاعرة نازك الملائكة اسم عل مسمى********

نازك الملائكة
نازك الملائكة تركيبة انسانية لغوية شعرية فريدة ليس لها مثيل منذ الخنساء
الاسم شأت الاقدار انا يكون ملازما للشخص الذى يستحقة..ذلك الاسم الذى ينتمى لفعل كونى خارق بالاضافة الى معانى السحر والاناقة والانوثة واللباقة ذلك كله فى شق (نازك) اما الملائكة فهو معنى الطهارة و الخيال والنبل والقدرةعلى رؤية ملائكية خاصة بالعالم
**************
كانت نازك هى صاحبة الفضل فى الخروج بالشعر من عالم الذكورية الذى كان يربط دائما بين الشعر وبين الفحوله.وعليه فان نازك هى صاحبة التاسيس الثانى للحساسية الشعرية الانثوية بعد ان اسهمت الخنساء فى التاسيس الاول.
****************
نازك الملائكة "عاشقة الليل" التى عاشت فى احضان الطبيعة ستظل بظل "شجرة القمر" ذلك لتكتب اغنيات منها "اغنية للانسان" واخرى "اغنية حب الكلمات" وبعد هذا المشوار الطويل فى "وادى الحياة" تغنى "انشودة الاموات" الا ان الاجساد قد تختفى وتذهب الا ان روح الملائكة تظل ترفرف وتهيم مع كلامات خالدات خلود الارض والسماء والزمان.
ما بين قوسين هو عناوين لبعض قصائدها
*****************
عذوبة ورقة وشفافية نازك ارها تماثل فيروز هذه تعزف على قيثارة الكلمات والاخرى على قيثارة الالحان نازك لا تكتب شعرا ولكنها تذوب شعرا وكذلك فيروز لا تعنى بل هى لحن جميل لا ينتهى
كل شعر نازك جميل رائع لا يمكن ان تفاضل بين هذه او تلك من اغنياتها الشعرية الجميله ..الا انه من اجمل ما قرات لها "شجرة القمر"التى يمكن نسميها عاشق القمر او سارق القمر..عندما تقرائها تحس انها قصة من قصص الف لليلة
او هى اسطورة من اساطير الاغريق القديمه..الخيال فيها لانهائى والاجمل عالم الاحلام الذى يمكن ان تعيش فيه
*********************
اليكم معزوفة "شجرة القمر" مع فيروز واعطنى" يا قمر انا وياك" والقصيدة من سبعة اجزاء ولا اشك الا وان مامنكم من احد الا وسوف يكملها حتى نهايتها ذلك مهما طالت لان بها من التشويق ما يلزم بذلك
**********************
شجرة القمر


1
على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ
وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ
وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضي المَسَاءْ
وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ
هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ
إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ
ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ
ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ
وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ
وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ
وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ
ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ
وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ
يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ
ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ
وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ
وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ
على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ
وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا
أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى
2
وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ
خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ
وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ
وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ
وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ
وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ
وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ
ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ
وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما
على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما
... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ
وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ
وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ
بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ
وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ
أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ?
وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ
وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ
3
وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ
وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أين القمر?!"
"وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?"
"وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?"
ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ!"
فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"
"مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"
"وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"
"مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"
"وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"
"يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"
"ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"
"ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر?"
"ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّي السّمَرْ?"
ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ
فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ
وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَ الغُلامْ
ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ
وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقي حَجَرْ
ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ: "نُريدُ القَمَرْ"
وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ
إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ
وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ
وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ
وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ احتجاجْ
ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ
وهزَّ السكونَ وصاحَ: "لماذا سَرَقْت القَمَرْ?"
فجُنّ المَسَاءُ ونادى: "وأينَ خَبَأْتَ القَمَرْ?"
4
وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَ الضحوكْ
ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ: "لن يأخذوك?"
وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ
فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ
وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وانْفعالْ
ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ
ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ
وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ
ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ
ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور
وأين سيهرُبُ? أين يخبّئ هذا الجبينْ?
ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعين الصائدين?
وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ
وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ?
ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ
تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ
وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ
ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ, وأينَ المفرْ?
وراحَ يودِّعُهُ في اختناقٍ ويغسِلُ لونهْ
بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ
5
وحينَ استطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَ الجدارْ
وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وانبهارْ
تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ
فماذا رأوا? أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ!
فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَ الظُّلَمْ
وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا في حُلُمْ
جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ على كَتِفَيهِ
وطيفُ ابتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ
ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ
وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ
وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُ القَمَرْ?
ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى? ثمّ... أينَ القَمَرْ?
وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ
عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ?
أم اختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَ الغيومْ
وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ?
أمِ ابتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَ الزنبقيّهْ?
وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ?
أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ من خُفِّها
سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها
لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّين اللَّبَنيّ
وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي
6
وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ
يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُ ورُودْ
يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ
يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ
ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ
ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدى والسَّلامْ
وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ
يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ
وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا في انتشاءْ
فماذا رأى? يا نَدَى! يا شَذَى! يا رؤى! يا سماءْ!
هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ, حيثُ الصباحْ
تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُ الرياحْ
هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّ سِدْرَهْ
جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللون ِثَرَّهْ
رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ
وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِ العَطِرْ
وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ
وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ
وأثمارها? أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ ابتكارْ
لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ
وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُ الجامِدَهْ
فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ
فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ? أيّ تُرْبهْ
سقتْها الجمالَ المفضَّضَ? أي ينابيعَ عذْبَهْ?
وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ
جميعًا? فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّى قَمَرْ
7
ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون
حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّ الجُنون
وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ
وأقمارَهُ وأناشيدَهُ واندفاعَ مُناهُ
وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ
وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ
يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَى والبُرودهْ
وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ
وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ
يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُ صيفِ
***************************

اشكر كل من وصل الى السطر الاخير وارجو ان يكون قد اسعده هذا اللقاء مع قمة من قمم الشعر والغناء

Saturday, July 7, 2007

****** الفنان الانيق الثائر *******

جيوفانى بولدينى

Giovanni Boldini

December 31,1842 - July 11,1931

فنان ايطالى

المدرسة الباريسية..هى اسلوب اشتهر فى نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين..تمتاز هذه المدرسة بما اشتهرت به باريس من الذوق الرفيع والموضة العالمية وكل ما هو جديد حتى انك تستشعر عبق باريس من لوحات الفنانين المنتمين الى هذه المدرسة.بولدينى هو واحد من اشهر فنانى هذه المدرسة مع انه ايطالى الاصل الا ان شهرته ذاعت فى باريس ولندن اكثر نظرا لاقامته فى كل منهما فترة من الزمن.تخصص بولدينى فى رسم المواضيع العامة و رسم البورتريه الذى كان سبب فى ذيع صيته. حتى انه اطلق علية لقب استاذ الاناقة واللمسات الجميله الثائرة(Master of Swish)


اديجار ديجا الفنان الفرنسى الشهير عاشق الباليه وكذلك الفنان جون سينجر هم اقرب اصدقاءه وهناك تشابه كبير بينهم

قد يميل اسلوب بولدينى الى المدرسة التاثيرية الا انه يمتاز بالشياكة فى تناول موضوعاته وكذلك الاحساس بالثورة فى لمسات فرشاته









مجموعة من لوحات بولدينى افضل رؤيتها من مصدرها بالحجم الطبيعى حتى نستشعر قدر جمالها..خاصة وان هذه اللوحات كلها لشخصيات مشهورة جدا فى المجتمعات الاوربية فى ذلك الوقت.المدقق فى لوحات بولدينى يستطيع ان يستشعر قدر فخامة هذه الفترة فى الحياة الاوربية..وسوف اختار لوحتين من هذه اللوحات لكى اوضح قدر تمكن هذا الفنان من ادواته


كبرياء واناقة هو ما يمكن ان نسمى به هذه اللوحة..حرص الفنان على وضع الموديل الذى يقوم برسمه بهذا الوضع. ذلك ان وضع الموديل يعتبر من العناصر الفنية المهمة لاى لوحة بالنظر الى وضع اليد اليمنى واليد اليسرى وحركة الراس يعطى احساس الفخامة والعظمة كذلك وضع القدمين الذى يظهر قدر شياكة الحذاء وقدر تناسقه مع الفستان.كذلك قدرة الفنان فى اظهار النوعية الفاخرة لقماش الفستان والزخرفة او كما يقال الشغل اللى فيه.ولا ننسى تسريحة الشعر كذلك.وبالنظر الى الخلفية نجد ان المنطقة الوسطى ملونه بالون الغامق وذلك حتى يظهر جمال الفستان الذهبى.واما المنطقة العلوية من الخلفية فهى بلون فاتح حتى يظهر تسريحة الشعر.ولا ننسى اهتمام الفنان بدقائق الاشياء مثل انعكاس لون الفستان على مقعدة الكرسى وكذلك العقد والسوار الذى فى يدها اليسرى


الشموخ والكبرياء الراقص هذا مايمكن ان نسمى به هذه اللوحة..او بالبلدى" ادى النسوان ولا بلاش"عفوا. لون الفستان واظهار الحركة التموجيه فيه يظهر السيدة وكأنها فى حركة راقصة وكذلك حركة اليد اليسرى وبالنظر للعناصر المكملة للخلفية الفرو الذى تحمله فى يدها اليمنى وكذلك الجزء الايمين اسفل الخلفية فى حركة راقصة كذلك.الجزء الاعلى من الخلفية ياخذ تقريبا لون الفستان وذلك حتى تتوازن الالوان فى اللوحة وتكون مريحة للعين.ولا ننسى تسريحة الشعر ونظرة العينين وكانها تنظر الى مستقبل مشرق جميل

ارجو ان اكون قد اسعدتكم بهذه الجولة وعلى امل اللقاء فى جولات اخرى مع فنان اخر من نفس هذه الفترة.ومع رجاء ابداء الراى اذا امكن فى اجمل 3 لوحات تكون قد اعجبتكم مع رجاء مشاهدتها بالحجم الطبيعى

Thursday, July 5, 2007

********** اول واخر مرة**********

مع اعتذارى واسفى




اول واخر مرة

عندما فكرت فى محاولة اعادة تجربة نفسى فى امكانية العودة للتدوين كان لابد من ان افتح صفحات مدوناتى الثلاثين لكى اتذكر ما كان بحلوه وما كان..وبناء عليه اخترت اول مدونة واخر مدونة وذلك على امل ان اتذكر ما كان وارى ان كنت قادرا على العودة و كيف تكون ولا ادعى انى اعرف ما يمكن ان أأتى به من جديد ويمكن ان يكون له شكل يجعل للمدونة شكل مميز.واعود اقول ان هذه المدونة هى مدونة فنية 100% تتناول كل فروع الفن ولهذا سميتها افنان الفنون.وحيث انى لم اقرر بعد ما ستكون علية اول مدونة وكذلك الشكل الجديد الذى يمكن ان اضفيه عليها فارجوا ان اكون موفقا فى هذه العودة